منتديات كليه اليرموك الجامعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كليه اليرموك الجامعه

منتديات عراقيه تعليميه وترفيهيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة العصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كاتم الاحزان
مشرف عام
مشرف عام
كاتم الاحزان


ذكر
عدد الرسائل : 527
العمر : 35
البلد : العراق
العمل : علاس
المزاج : مرح
تاريخ التسجيل : 03/09/2008

تفسير سورة العصر Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة العصر   تفسير سورة العصر I_icon_minitime4/9/2008, 8:31 am

الميزان في تفسير القرآن سورة العصر 1 - 3
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
بيان
تخلص السورة جميع المعارف القرآنية و تجمع شتات مقاصد القرآن في أوجز بيان، و هي تحتمل المكية و المدنية لكنها أشبه بالمكية.
قوله تعالى: «و العصر» إقسام بالعصر و الأنسب لما تتضمنه الآيتان التاليتان من شمول الخسران للعالم الإنساني إلا لمن اتبع الحق و صبر عليه و هم المؤمنون الصالحون عملا، أن يكون المراد بالعصر عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو عصر طلوع الإسلام على المجتمع البشري و ظهور الحق على الباطل.
و قيل: المراد به وقت العصر و هو الطرف الأخير من النهار لما فيه من الدلالة على التدبير الربوبي بإدبار النهار و إقبال الليل و ذهاب سلطان الشمس، و قيل: المراد به صلاة العصر و هي الصلاة الوسطى التي هي أفضل الفرائض اليومية، و قيل الليل و النهار و يطلق عليهما العصران، و قيل الدهر لما فيه من عجائب الحوادث الدالة على القدرة الربوبية و غير ذلك.
و قد ورد في بعض الروايات أنه عصر ظهور المهدي (عليه السلام) لما فيه من تمام ظهور الحق على الباطل.
قوله تعالى: «إن الإنسان لفي خسر» المراد بالإنسان جنسه، و الخسر و الخسران و الخسار و الخسارة نقص رأس المال قال الراغب: و ينسب ذلك إلى الإنسان فيقال: خسر فلان و إلى الفعل فيقال: خسرت تجارته، انتهى.
و التنكير في «خسر» للتعظيم و يحتمل التنويع أي في نوع من الخسر غير الخسارات المالية و الجاهية قال تعالى: «الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين»: الزمر 15.
قوله تعالى: «إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات» استثناء من جنس الإنسان الواقع في الخسر، و المستثنون هم الأفراد المتلبسون بالإيمان و الأعمال الصالحة فهم آمنون من الخسر.
و ذلك أن كتاب الله يبين أن للإنسان حياة خالدة مؤبدة لا تنقطع بالموت و إنما الموت انتقال من دار إلى دار كما تقدم في تفسير قوله تعالى: «على أن نبدل أمثالكم و ننشئكم فيما لا تعلمون»: الواقعة 61، و يبين أن شطرا من هذه الحياة و هي الحياة الدنيا حياة امتحانية تتعين بها صفة الشطر الأخير الذي هو الحياة الآخرة المؤبدة من سعادة و شقاء قال تعالى: «و ما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع»: الرعد 26، و قال: «كل نفس ذائقة الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنة»: الأنبياء 35.
و يبين أن مقدمية هذه الحياة لتلك الحياة إنما هي بمظاهرها من الاعتقاد و العمل فالاعتقاد الحق و العمل الصالح ملاك السعادة الأخروية و الكفر و الفسوق ملاك الشقاء فيها قال تعالى: «و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و أن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى»: النجم 41، و قال: «من كفر فعليه كفره و من عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون»: الروم 44، و قال: «من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها»: حم السجدة 46، و قد سمى الله تعالى ما سيلقاه الإنسان في الآخرة جزاء و أجرا في آيات كثيرة.
و يتبين بذلك كله أن الحياة رأس مال للإنسان يكسب به ما يعيش به في حياته الآخرة فإن اتبع الحق في العقد و العمل فقد ربحت تجارته و بورك في مكسبه و أمن الشر في مستقبله، و إن اتبع الباطل و أعرض عن الإيمان و العمل الصالح فقد خسرت تجارته و حرم الخير في عقباه و هو قوله تعالى: «إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات».
و المراد بالإيمان الإيمان بالله و من الإيمان بالله الإيمان بجميع رسله و الإيمان باليوم الآخر فقد نص تعالى فيمن لم يؤمن ببعض رسله أو باليوم الآخر إنه غير مؤمن بالله.
و ظاهر قوله: «و عملوا الصالحات» التلبس بجميع الأعمال الصالحة فلا يشمل الاستثناء الفساق بترك بعض الصالحات من المؤمنين و لازمه أن يكون الخسر أعم من الخسر في جميع جهات حياته كما في الكافر المعاند للحق المخلد في العذاب، و الخسر في بعض جهات حياته كالمؤمن الفاسق الذي لا يخلد في النار و ينقطع عنه العذاب بشفاعة و نحوها.
قوله تعالى: «و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر» التواصي بالحق هو أن يوصي بعضهم بعضا بالحق أي باتباعه و الدوام عليه فليس دين الحق إلا اتباع الحق اعتقادا و عملا و التواصي بالحق أوسع من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لشموله الاعتقاديات و مطلق الترغيب و الحث على العمل الصالح.
ثم التواصي بالحق من العمل الصالح فذكره بعد العمل الصالح من قبيل ذكر الخاص بعد العام اهتماما بأمره كما أن التواصي بالصبر من التواصي بالحق و ذكره بعده من ذكر الخاص بعد العام اهتماما بأمره، و يؤكد تكرار ذكر التواصي حيث قال: «و تواصوا بالصبر» و لم يقل: و تواصوا بالحق و الصبر.
و على الجملة ذكر تواصيهم بالحق و بالصبر بعد ذكر تلبسهم بالإيمان و العمل الصالح للإشارة إلى حياة قلوبهم و انشراح صدورهم للإسلام لله فلهم اهتمام خاص و اعتناء تام بظهور سلطان الحق و انبساطه على الناس حتى يتبع و يدوم اتباعه قال تعالى: «أ فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين»: الزمر 22.
و قد أطلق الصبر فالمراد به أعم من الصبر على طاعة الله، و الصبر عن معصيته، و الصبر عند النوائب التي تصيبه بقضاء من الله و قدر.
بحث روائي
في تفسير القمي، بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: «إلا الذين آمنوا» إلخ، فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه.
أقول: و طبق في ذيل الرواية الإيمان على الإيمان بولاية علي (عليه السلام)، و التواصي بالحق على توصيتهم ذرياتهم و أخلافهم بها.
و في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: «و العصر إن الإنسان لفي خسر» يعني أبا جهل بن هشام «إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات» ذكر عليا و سلمان.
العودة إلى القائمة النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة العصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كليه اليرموك الجامعه :: المنتديات الرئيسيه :: نور وهداية-
انتقل الى: